المختصر في تفسير القرآن الكريم

تقديم

يُعَدّ المختصر في تفسير القرآن الكريم عملاً جماعياً أشرف عليه مركز تفسير للدراسات القرآنية، وهدفه تيسير فهم القرآن الكريم. شارك في هذا المشروع نخبة من العلماء المتخصصين الذين جمعوا خبراتهم لتقديم تفسير واضح، موجز، وسهل التناول. وبخلاف التفاسير المطوّلة التي يصعب على الكثيرين إتمام قراءتها، فإن هذا المختصر يقدّم صياغة مركّزة تتيح للقارئ إدراك معاني الآيات بسرعة، مع المحافظة على الدقة والأصالة.

أهداف المشروع ومنهجيته

من أبرز مزايا المختصر في تفسير القرآن الكريم أنّه جاء استجابةً للحاجة المستمرة إلى تفسير يتناسب مع متطلبات هذا العصر. حرص المؤلفون على استخدام أسلوب سهل وواضح دون الخوض في تفصيلات النحو أو الفقه أو القراءات. كما جرى شرح الألفاظ الغريبة مباشرةً داخل النص مع تمييزها بطريقة تسهّل مراجعتها. وقد اعتُمِد هذا المنهج لتيسير القراءة التعليمية والتربوية، بحيث يخدم طلاب العلم عامة والقراء غير المتخصصين على حدّ سواء.

منهج أصيل في التفسير

في بيان معاني الآيات، يستند المختصر في تفسير القرآن الكريم إلى منهج المفسّرين الأوائل؛ فيعتمد على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وعلى أقوال الصحابة وتابعيهم. وهذا المنهج يضمن سلامة التفسير من التحريف أو التأويل الباطل. وعند تعدد الأقوال، يُختار أرجحها وفق الضوابط العلمية للتفسير؛ ليحصل القارئ على فهمٍ أصيل ومتوازن ينسجم مع التراث التفسيري الكلاسيكي.

السمات التعليمية للكتاب

تسبق كل سورة مقدّمة قصيرة تُبيّن زمن نزولها (مكية أو مدنية) وأهم مقاصدها. كما أُلحقت أسفل الصفحات فقرة بعنوان «من فوائد الآيات» تتضمن جملة من الدروس التربوية والروحية التي تحث على التدبر والعمل. وقد صُمّم الكتاب ليُقرأ بجوار المصحف الشريف، حيث كُتب التفسير في حواشيه، مما يسهل الجمع بين التلاوة والفهم.

عملٌ جماعيٌّ وعلمي

قام بتأليف المختصر في تفسير القرآن الكريم عددٌ من المتخصصين، من أبرزهم: الشيخ سيد محمد بن محمد المختار الشنقيطي، والأستاذ الدكتور زيد بن عمر العيص، والدكتور محمد بن عبد الله الربيعة. ثم عُرض على لجنة علمية دولية تضم أساتذةً من بلدان متعددة مثل السعودية، الأردن، مصر، المغرب، اليمن، تونس والعراق. وقد ضمنت هذه المراجعة الجماعية مكانةً علميةً رصينة وثقةً معتبرة للعمل.

لماذا نختار هذا المختصر؟

يتميّز هذا التفسير بوضوح عبارته، وصدق منهجه، وسهولة الإفادة منه. فهو مرجعٌ نافعٌ للطلاب والأساتذة، ولكل قارئ يبتغي تدبر كلام الله تعالى. وبفضل منهجيته المحكمة واعتماد لجانٍ من العلماء على تقويمه، يُعَدّ هذا الكتاب مرجعاً معاصراً في التفسير يجمع بين الأصالة والمنهجية التربوية الرصينة.