اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية

اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية

ابن القيم الجوزية (ت: ٧٥١ هـ )

دراسة وتحقيق: د. عوَّاد عبد الله المعتق

الحجم: 17 × 24 سم

عدد الصفحات: 623

الغلاف: مجلد – شاموا

كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية للإمام ابن قيم الجوزية هو من المصنفات الأساسية في علم العقيدة، يُبيِّن فيه بتأصيل منهجي تفوُّق منهج أهل السنة والجماعة على سائر الاتجاهات الكلامية والفرقية التي انحرفت عن الحق. وقد سلك المؤلف فيه مسلكًا برهانيًّا في تقرير العقيدة المبنية على الوحي وفهم السلف الصالح، لا سيما في مسألتي التوحيد والإيمان، وهما من أعظم أصول الدين.

وفي هذا الكتاب، يعقد ابن القيم مقارنةً بين مدرستين كبيرتين: الأولى، مدرسة أهل التوحيد الخالص المستند إلى كتاب الله وسنة رسوله (ﷺ)، والثانية، مدرسة الفلاسفة وأهل الكلام وبعض الطرق الصوفية المنحرفة. وقد أثبت بالدليل أن النصوص الشرعية والعقول السليمة لا تتعارض، متى ما كانت العقول خاضعة للوحي. واستند في عرضه على الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، وأقوال أئمة السلف، مع نقد دقيق للمغالطات التي وقع فيها المخالفون.

وقد صرّح المؤلف في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح أن هذا المصنَّف مُخَصَّص لمسألة علو الله على خلقه، واستوائه على عرشه، وهي المسألة التي تُعدُّ محور الكتاب ومقصده الرئيس. وقد قسَّمه إلى قسمين كبيرين:

القسم الأول تمهيدي، تناول فيه مسائل مركزية تتعلق بالهداية، وأنواع التوحيد، وأصناف الناس. وبيَّن فيه فضل نعم الله، مُفرقًا بين النعمة المطلقة والمقيدة، ثم عرض مجموعة من الأمثال القرآنية الدالة على أحوال الناس في تلقي النور الإلهي، وميّز بين المؤمنين والمنافقين وأهل الجهالة، موضحًا منزلة السنة النبوية، وأن الفوز الحقيقي مرتبط بتحقيق نوعي التوحيد: توحيد المعرفة والإثبات، وتوحيد القصد والطلب.

أما القسم الثاني، فهو لبُّ الكتاب، وفيه يُقرِّر ابن القيم عقيدة العلو والاستواء على العرش، كما وردت في الكتاب والسنة، وكما أجمع عليها الصحابة والتابعون وسائر أئمة الإسلام. وقد قدَّم لذلك بأدلة نقلية وعقلية تؤكد رسوخ هذه العقيدة، وضرورة التمسك بها.

وبفضل عمقه العلمي، وبنيته المنهجية المحكمة، ووفائه للنصوص الشرعية، يُعدُّ كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية مرجعًا لا غنى عنه لطالب العلم الذي يبتغي ترسيخ عقيدته على أُسُس صحيحة، وهو من الكتب التي تكشف بجلاء الفَرق بين التوحيد النقي والضلال العقدي، وتُبيِّن معالم الهداية كما جاءت في الإسلام الحق.