السيرة العثمانية – موسى العازمي

السيرة العثمانية

سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضي الله عنه

موسى بن راشد العازمي

الحجم: ١٧×٢٤ سم

الصفحات: ٣٥٣ – ورق أصفر

الغلاف: مجلد

الطبعة: مُشكولة

تمهيد: مكانة «السيرة العثمانية» وأهميتها في التاريخ الإسلامي

يُعَدُّ كتاب السيرة العثمانية من أبرز مؤلفات الشيخ موسى بن راشد العازمي في مشروعه العلمي حول سير الخلفاء الراشدين، الذي بدأه بسيرة أبي بكر الصديق ثم عمر الفاروق رضي الله عنهما، ويُتَوّجه هنا بسيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضي الله عنه. هذا العمل يُعدّ مرجعًا دقيقًا في دراسة مرحلة الخلافة الراشدة، لما تميزت به من عدلٍ وشورى وزهدٍ وإصلاحٍ امتدّ أثره في الأمة إلى يومنا هذا. وتظهر السيرة العثمانية كحلقة تربط بين عهد النبوة وبناء الدولة الإسلامية.

الجزء الأول: سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه وصفاته وفضائله

يبدأ المؤلف في السيرة العثمانية بعرضٍ شاملٍ لحياة الخليفة الثالث منذ نشأته وإسلامه المبكر، مبرزًا حياءه وسخاءه وصدقه، وزواجه من ابنتي النبي ﷺ حتى لُقّب بـذي النورين. ويعرض مواقفه العظيمة في نصرة الدين، وإنفاقه في سبيل الله، ومشاركته في الغزوات الكبرى، مما يعكس صورة الصحابي الكامل في عبادته وإخلاصه ووفائه لرسول الله ﷺ. يُبرز العازمي شخصية عثمان رضي الله عنه باعتبارها نموذجًا للإيمان العملي، والتوازن بين العبادة والإدارة، والزهد والقيادة.

الجزء الثاني: مرحلة الخلافة والإنجازات الكبرى

يتناول هذا الجزء من السيرة العثمانية تفاصيل فترة الخلافة التي امتدت ١٢ سنة، ويُفصّل المؤلف في إنجازاته التي شكّلت نقلةً نوعيةً في التاريخ الإسلامي: جمع المصحف العثماني الذي وحّد الأمة على قراءة واحدة، واتساع الدولة الإسلامية شرقًا وغربًا، وإرساء النظام الإداري والمالي على أسسٍ عادلة. كما يُبرز الكتاب عدله في الرعية، وحرصه على الشورى، وحلمه وصبره أمام الفتن، حتى أصبح مثلاً أعلى في الحُكم الراشد.

الجزء الثالث: الفتنة الكبرى وتصحيح الروايات

يُفرد الشيخ العازمي مساحة واسعة في السيرة العثمانية لمرحلة الفتنة التي أدّت إلى مقتل عثمان رضي الله عنه. يُحلّل الأسباب ويُميّز بين الروايات الصحيحة والباطلة، مستندًا إلى منهجٍ علميٍّ دقيق يعتمد على النصوص الموثوقة. يفنّد الادعاءات التي روجها المستشرقون وأعداء الإسلام، ويُظهر الصورة الحقيقية لخلافةٍ كانت ذروة العدل والرخاء في الأمة. ويبيّن كيف أن مقتله كان جريمة عظيمة فرّقت كلمة المسلمين، بعدما عمّ الخير في أرجاء الدولة الإسلامية.

خصائص الكتاب وأسلوبه العلمي

يمتاز هذا الكتاب بأن نصه مضبوطٌ ضبطًا تامًا بالرسم العثماني، مما يسهل القراءة الصحيحة، ويجعله مناسبًا للدراسة والتعليم. أسلوب المؤلف يجمع بين التحقيق التاريخي والتربية الإيمانية، إذ يربط الأحداث بالعِبر، ويغرس محبة الصحابة في القلوب. إن السيرة العثمانية ليست مجرد سردٍ للأحداث، بل هي دراسة إصلاحية تُعيد بناء الوعي الإسلامي على أُسسٍ علمية راسخة، وتعرض سيرة أحد أعظم خلفاء الإسلام في ثوبٍ ناصع يجمع بين الحياء والعدل والزهد.