سلوة السائلين شرح منهج السالكين – الحجري

سلوة السائلين شرح منهج السالكين

د. سعد بن سعيد الحجري

الحجم : ١٧×٢٤ سم

الصفحات : ٧٣٤ – ورق أصفر

الغلاف : مجلد

١) مكانة متن «منهج السالكين» وأهميته في الفقه الحنبلي

يُعَدُّ متن «منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين» للإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي من أشهر المتون الفقهية المعاصرة التي جمعت بين وضوح العبارة وقوة الدليل. وقد أصبح هذا المتن أساسًا لكثير من الشروح مثل شرح منهج السالكين – الحجري وغيره من الشروح التي سعت إلى تقريب الفقه الحنبلي لطلاب العلم. يتميّز المتن بترتيبٍ متين يبدأ بكتاب الطهارة وينتهي بكتاب القضاء، ويستند إلى نصوصٍ مباشرة من الكتاب والسنة مع مراعاة المقاصد الشرعية.

ومن أبرز خصائص هذا المتن أنّه مختصرٌ نافع يجمع بين السهولة والدقّة، ويُمهّد لفهم القواعد الفقهية وأبواب العبادات والمعاملات على منهج أهل السنّة والجماعة. وقد اعتنى العلماء به شرحًا وتدريسًا لأنه يعكس روح المنهج الوسطي في الفقه الإسلامي ويؤصّل لمعرفة الأحكام بالأدلة.

٢) شرح منهج السالكين – الحجري وتيسير الفقه للمتعلمين

جاء كتاب شرح منهج السالكين – الحجري ليكون حلقةً مميّزة في سلسلة الشروح التي تناولت متن الإمام السعدي، حيث جمع بين الدقّة العلمية وسهولة العرض. ألّفه الشيخ سعد بن سعيد الحجري بأسلوبٍ تعليميٍّ متوازن يعتمد على النصوص الشرعية ويشرح العبارات بوضوحٍ يناسب المبتدئين والمتوسّطين في دراسة الفقه الحنبلي. وقد ركّز المؤلف على تبسيط المفاهيم وربط المسائل بأصولها دون تطويلٍ أو تعقيدٍ، فجاء الشرح وسيلةً لفهم فقه العبادات والمعاملات بلغةٍ معاصرةٍ ومنهجٍ أصيل.

يتميّز شرح منهج السالكين – الحجري بعرضٍ متسلسل للأبواب وفق ترتيب المتن، مع إبراز العلاقة بين الطهارة والصلاة وسائر العبادات، ثم الانتقال المنهجي إلى المعاملات والأنكحة والمواريث. وهو يبيّن الأدلة ويستنبط الأحكام مع الإشارة إلى القواعد الفقهية الكبرى التي تضبط الفهم والتطبيق. وبهذا الأسلوب يصبح الشرح جسرًا يربط طالب العلم بالفقه التطبيقي المؤصّل.

٣) المنهجية العلمية في «شرح منهج السالكين – الحجري»

يعتمد الشيخ سعد بن سعيد الحجري في شرح منهج السالكين – الحجري على منهجٍ علميٍّ واضحٍ يقوم على ستة أركان أساسية: الالتزام بنص المتن، تفسير المصطلحات، الاستدلال بالأدلة الشرعية، الاقتصار على المسائل الضرورية، التدرّج في التعليم، وربط الفقه بالتزكية. فهو يبدأ بشرح الألفاظ ثم يبيّن الحكم وأدلته، ويستخلص المقاصد التربوية التي تُعين على العمل بالعلم.

ويُلاحظ أن شرح منهج السالكين – الحجري يربط بين الدليل والاستنباط بلغةٍ وسطيةٍ تجمع بين العمق والبساطة، فيُبرز الجانب العملي للفقه ويغرس روح الإخلاص والعبودية في القارئ. ومن خلال هذا المنهج المتدرّج يصبح الكتاب مرجعًا معاصرًا يُفيد المدرّسين والطلاب والباحثين في دراسة المتون الفقهية وشروحها. كما يقدّم نموذجًا في التأليف يجمع بين الأصالة والمنهجية الحديثة في التعليم الشرعي.

وبهذا الأسلوب يجمع شرح منهج السالكين – الحجري بين أصالة المذهب الحنبلي وتيسير الفهم، محافظًا على روح الإمام السعدي في الدعوة إلى التدرّج، والبُعد عن التعقيد، والتمسّك بالأدلة. إنه عملٌ علميٌّ تربويٌّ يرسّخ فقه العبادات والمعاملات، ويؤكّد أن الفقه سبيلٌ إلى التقوى لا مجرّد معرفةٍ بالأحكام.