عمدة الطالب لنيل المآرب [طبعة مشكولة]

مقدمة: مكانة كتاب «عمدة الطالب لنيل المآرب»

يُعَدُّ عمدة الطالب لنيل المآرب للإمام منصور بن يونس البهوتي (ت ١٠٥١ هـ) من أعظم متون الفقه الحنبلي وأشهرها، حتى لُقِّب مؤلفه بـ شيخ المذهب وخاتمة المحققين في عصره. ألَّف هذا الكتاب في أواخر حياته، قبل وفاته بسبعة أشهر فقط، ليكون ثمرة خبرته الطويلة في تحرير مسائل الفقه وتدريسها. وقد أصبح عمدة الطالب لنيل المآرب مرجعًا أصيلًا يعتمد عليه القضاة والمفتون وطلاب العلم، لما فيه من وضوح العبارة ودقة العرض واختصار متقن يجمع أصول المذهب.

خصائص «عمدة الطالب لنيل المآرب» وأهمية الفقه الحنبلي

يمتاز الكتاب بخصائص جعلته معتمدًا في المذهب الحنبلي وداخل قائمة كتب الحنابلة المعتمدة:
– وضوح الأسلوب وسلاسة العبارة مما يسهل على المبتدئ والمتقدم.
– الاختصار المتقن الذي يجمع مسائل الفقه في عبارات موجزة دقيقة.
– مكانته التعليمية؛ إذ نص الشيخ عبد القادر بن بدران على أن الواجب على المعلِّم أن يدرِّس أخصر المختصرات أو عمدة الطالب لنيل المآرب لمن يبدأ بدراسة المتون الفقهية.

وقد اعتنى به العلماء عبر القرون، فقرأه الإمام الرحيباني على السفاريني، وشرحه الشيخ عثمان بن قائد النجدي في كتابه الشهير هداية الراغب، الذي عُدَّ من أنفس شروح المذهب. كما نُظم في آلاف الأبيات بعنوان وسيلة الراغب لعمدة الطالب. كل ذلك يبين المنزلة الرفيعة التي حظي بها هذا المتن في الفقه الحنبلي ويؤكد مكانته ضمن المتون الفقهية الأساسية.

الطبعة المشكولة المحققة لكتاب «عمدة الطالب لنيل المآرب»

تتميّز هذه الطبعة بكونها طبعة مشكولة محققة على عدة نسخ خطية نفيسة، مع تصحيح ما وقع في الطبعات السابقة من أخطاء كثيرة. أُخرج النص خاليًا من الحواشي والتعليقات، ليبقى المتن صافيًا كما أراده مؤلفه. ويُعتبر ذلك إضافة كبيرة لطلاب العلم الذين يحتاجون إلى نص مضبوط وميسر القراءة في الفقه الحنبلي.

إن عمدة الطالب لنيل المآرب بهذا الإخراج يمثل درة متون الفقه الحنبلي، ومرجعًا تعليميًا أصيلًا للطلاب والقضاة والمفتين. فهو يجمع بين أصالة المذهب ودقة التحقيق وسهولة العرض، مما يجعله الخيار الأمثل لدراسة الفقه الحنبلي على أصوله.